أصبحت الترجمة في العصور الاخيرة أحد الأعمدة الأساسية التي تسهم في تواصل البشر وتبادل المعرفة
عبر الثقافات واللغات.
بينما تختلف أنواع الترجمة بحسب الهدف والسياق، إلا أن أكثرها انتشاراً هي الترجمة الفورية والترجمة التحريرية.
ويعتقد الكثير من الأشخاص أنه يوجد فرق بسيط بينهم يتمثل في طبيعة العملية، ولكن في الواقع، الفروق أعمق بكثير،
حيث يتطلب كل نوع منهما مهارات وأدوات وأساليب مختلفة تمامًا.
إذًا، ما هي هذه الفروق الجوهرية؟ وكيف يمكن للمترجمين وأصحاب الأعمال اختيار النوع الأنسب لكل موقف؟
في هذه المقالة سنستعرض أبرز الفروق بين الترجمة الفورية والترجمة التحريرية.
مفهوم الترجمة الفورية
الترجمة الفورية هي عملية تحويل الكلام من لغة إلى أخرى في نفس اللحظة، حيث يقوم المترجم
بترجمة الحديث فورًا أثناء الاستماع إلى المتحدث، دون توقف أو انتظار. يتم استخدام هذا النوع
من الترجمة بشكل أكبر في المؤتمرات الدولية، الاجتماعات الدبلوماسية، الفعاليات الكبرى التي
تضم مشاركين من دول مختلفة، وحتى في الوسائل الإعلامية مثل البرامج الإخبارية.
وتنقسم الترجمة الفورية إلى ثلاثة أنواع:
1. الترجمة التزامنية Simultaneous Interpreting:
وهذه الترجمة تتم عن طريق سماع المترجم للنص الأصلي وترجمته فورًا إلى لغة أخرى.
2. الترجمة التتبعية Consecutive Interpreting:
ويقوم فيها المترجم بإخراج الترجمة على فترات مختلفة، بمعنى سماع فقرة أو
عبارة ويترجمها ثم سماع فقرة أخرى ويترجمها وهكذا.
3. الترجمة التفاهمية Community Interpreting:
وفيها يكون دور المترجم فقط العمل على إفهام المتحدثين لما يقولونه لبعضهم.
مميزات الترجمة الفورية:
- السرعة الفائقة: تُعد السرعة أهم عنصر في الترجمة الفورية؛ حيث يقوم المترجم بنقل الكلام فورًا
وبشكل متزامن مع المتحدث، مما يتيح استمرارية الحوار دون انقطاع. - التواصل المباشر: تُمكن الترجمة الفورية من حدوث تواصل فوري وفعال بين الأطراف
المختلفة، مما يُسهم في إنجاز الأمور بسرعة. - الخبرة والتركيز العالي: تحتاج الترجمة الفورية إلى تركيز كبير ومهارات استماع متقدمة،
حيث يتعين على المترجم أن يكون دقيقًا وسريعًا في نفس الوقت.
التحديات في الترجمة الفورية:
- الضغط النفسي: يواجه المترجم الفوري ضغطًا نفسيًا كبيرًا بسبب الحاجة للتركيز الكامل وسرعة الأداء.
- صعوبة التعامل مع اللهجات والمصطلحات المعقدة: يتطلب الفهم السريع للهجات أو المصطلحات التقنية تحديًا إضافيًا.
مفهوم الترجمة التحريرية
من ناحية أخرى، الترجمة التحريرية تعتمد على ترجمة النصوص المكتوبة من لغة إلى أخرى.
في هذا النوع من الترجمة، يكون لدى المترجم وقت أطول لتحليل النص، فهمه بعمق،
ثم نقل المعاني بدقة عالية إلى اللغة المستهدفة. تستخدم الترجمة التحريرية في العديد من المجالات
مثل الترجمة الأدبية، القانونية، العلمية، والتقنية.
مميزات الترجمة التحريرية:
- الدقة العالية: يتمتع المترجم التحريري بفرصة أكبر لمراجعة نصه والقيام بالبحث لضمان دقة الترجمة وصحتها.
- الوقت المتاح: يتيح للمترجم التحريري وقتًا كافيًا للتأكد من نقل الأفكار والمفاهيم بشكل صحيح ودقيق.
- إمكانية استخدام الأدوات المساعدة: يمكن للمترجم الاستعانة بالقواميس، برامج الترجمة الآلية،
والمراجع الأخرى لتقديم ترجمة أكثر دقة وتفصيلًا.
التحديات في الترجمة التحريرية:
- استغراق وقت أطول: على الرغم من أن الترجمة التحريرية تكون أكثر دقة،
إلا أنها تأخذ وقتًا أطول مقارنة بالترجمة الفورية. - الاعتماد على السياق: الترجمة التحريرية تحتاج إلى فهم دقيق للسياق الثقافي واللغوي،
مما يجعل بعض النصوص تحديًا كبيرًا في الترجمة.
الاختلافات الرئيسية بين الترجمة الفورية والتحريرية
- الوقت وسرعة التنفيذ:
- الترجمة الفورية تتم في نفس لحظة الحديث، مما يعني أن المترجم ليس لديه وقت للتفكير العميق في كل كلمة.
- الترجمة التحريرية تمنح المترجم الوقت الكافي للبحث والتدقيق.
- الأدوات المتاحة:
- المترجم الفوري يعتمد على ذاكرته وسرعة استيعابه دون استخدام أي أدوات مساعدة.
- المترجم التحريري يستطيع استخدام القواميس، برامج الترجمة، والمراجع لضمان دقة الترجمة.
- طبيعة المحتوى:
- الترجمة الفورية عادة ما تكون شفهية، تعتمد على الأحداث الجارية والكلام المنطوق.
- الترجمة التحريرية تتعامل مع النصوص المكتوبة، ما يتيح التركيز على التفاصيل والتدقيق.
- بيئة العمل:
- المترجم الفوري يعمل غالبًا في بيئات ديناميكية مثل المؤتمرات والاجتماعات، حيث لا مجال للخطأ.
- المترجم التحريري يعمل في بيئات أكثر هدوءًا وتركيزًا، مما يتيح له مراجعة وتعديل عمله.
هل الترجمة الفورية أسهل من التحريرية ؟
وتعد الترجمة الفورية بأنها أصعب أنواع الترجمة بخلاف الترجمة التحريرية،
لأنها تختلف تمامًا عن النص الذي يكون تحت تصرف المترجم ويراجعه أكثر من
مرة حيث أنه مطلوب من المترجم في الترجمة أن يقدم الترجمة مباشرة بعد سماع
النص الأصلي وهذا يحرم المترجم من مراجعة الترجمة أكثر من مرة للوقوف على مدى دقتها.
ولو تحدثنا من ناحية أخرى فنجد أن المترجم الفوري لا يتمتع بالوقت الكافي لمراجعة الترجمة التي
يتمتع بها المترجم التحريري، فالمترجم الفوري يكون ملتزمًا بوقت محدد لإخراج الترجمة،
بينما يستطيع المترجم التحريري مراجعة بعض الكتب والمراجع واستشارة كبير المترجمين
في كل ما يخص ترجمة أي من الكلمات، وتصحيحها إن لزم الأمر، هذا عكس الترجمة التي لا
يستطيع فيها المترجم مراجعة الترجمة بعد أن ينجزها وتكون إمكانية التصحيح معدومة.
ولكن في هذه الترجمة تختلف درجة صعوبتها من لغة لأخرى، ولكن قد تكون الترجمة إلى
اللغة الأم الخاصة بالمترجم هي الأسهل له على الإطلاق لأنه لا يحتاج التفكير طويلًا لما
يتمتع به من طلاقة تجعله يكون الجملة أسهل للغته الأم من حيث الصرف والنحو والمعنى،
فهو لا يفكر طويلًا في تكوين الفاعل أو الجملة، على العكس عندما يجد نفسه أمام ترجمة للغة أخرى،
حيث يتطلب منه اختيار الكلمات المناسبة وأن يصوغ الجملة بطريقة صحيحة يكون فيها ترتيب الكلمات ممتاز.
لا تتردد في الاعتماد علينا لتلبية احتياجات ترجمتك المعتمدة بأعلى معايير الجودة. اتصل بنا اليوم وسنكو
ن سعداء بمساعدتك في تحقيق أهدافك بشكل رسمي ودقيق. إن إجادتنا تكمن في خدمتك.
يمكنك طلب خدماتنا من خلال التواصل هاتفيًا أو عبر الواتساب على (01101203800 )
أو عبر البريد الالكتروني على ( info@www.ejadatranslate.com)